الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **
<تنبيه> قال السهروردي: اشتقاق الصلاة من الصلى وهو النار والخشبة المعوجة إذا أرادوا تقويمها تعرض على النار وفي العبد اعوجاج لوجود نفسه الأمارة بالسوء وسبحات وجه اللّه الكريم لو كشف حجابها أحرقت من أدركته يصيب بها المصلي من وهج السطوة الإلهية والعظمة الربانية ما يزول به اعوجاجه بل يتحقق معراجه فالمصلي كالمصلي بالنار ومن اصطلى بنار الصلاة وزال بها اعوجاجه لا يعرض على النار إلا تحلة القسم. - (هب عن ابن عباس) ورواه عنه أيضاً الحاكم والديلمي. (1) [أي أن الحديث يمثل الصلاة بالميزان، فبمقدار ما يوفي المرء الميزان ويعدل فيه بإحسان الصلاة أو الإكثار منها، فهو يستوفي ما وعد به من الفوز بالثواب والنجاة من العقاب. دار الحديث] 5189 - (الصلاة تسود وجه الشيطان) فهي أعظم الأسلحة عليه (والصدقة تكسر ظهره والتحابب إلى اللّه والتوادد في العمل يقطع دابره) سواد الوجه وما بعده كناية عن إرغامه وإحزانه بطاعة العبد لربه وظهور الكآبة عليه بتخيب سعيه في إضلاله ووسوسته (فإذا فعلتم ذلك تباعد منكم كمطلع الشمس من مغربها) ففي المحافظة على ما ذكر كمال صلاح الدنيا والآخرة سيما إدرار الأرزاق وإذلال الأعداء. - (فر عن ابن عمر) بن الخطاب ورواه عنه أيضاً البزار وفيه عبد اللّه بن محمد بن وهب الحافظ أورده الذهبي في الضعفاء. وقال الدارقطني: متروك وزافر بن سليمان قال ابن عدي: لا يتابع على حديثه وثابت الثمالي قال الذهبي: ضعيف جداً. 5190 - (الصلاة) النافلة (على ظهر الدابة هكذا وهكذا وهكذا) قال في الفردوس: يعني إلى القبلة وغيرها في غير المكتوبة جائزة مما هو جهة مقصده. - (طب) وكذا الديلمي (عن أبي موسى) الأشعري قال الهيثمي: فيه يونس بن حارث ضعفه أحمد وغيره ووثقه ابن حبان. 5191 - (الصلاة عليَّ نور على الصراط ومن صلى عليَّ يوم الجمعة ثمانين مرة غفرت له ذنوب ثمانين عاماً) فيه أن الصلاة عليه نور على الصراط ونجاة ورحمة وأخذ من إفراد الصلاة هنا أن محل كراهة إفرادها عن السلام فيما لم يرد الإفراد فيه بخصوصه وإلا فلا يزاد على الوارد. - (الأزدي في) كتاب (الضعفاء قط في الأفراد عن أبي هريرة) ثم قال الدارقطني: تفرد به حجاج بن سنان عن علي بن زيد فلم يروه عن حجاج إلا السكن بن أبي السكن قال ابن حجر في تخريج الأذكار: والأربعة ضعفاء وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر وضعفه ابن حجر. 5192 - (الصيام جنة) أي سترة بين الصائم وبين النار أو حجاب بين الصائم وبين شهوته لأنه يكسر الشهوة ويضعف القوة. - (حم ن عن أبي هريرة). 5193 - (الصيام جنة) بضم الجيم وتشديد النون أي وقاية وستر (من النار كجنة أحدكم من القتال) قال ابن عبد البر: [ص 250] حسبك بهذا فضلاً للصائم وهذا إذا لم يخرقه بنحو غيبة أو كذب كما مرّ مراراً. - (حم ق ه عن عثمان بن أبي العاص) ورواه عنه أيضاً ابن عبد البرّ وغيره. 5194 - (الصيام جنة حصينة من النار) أي من نار جهنم لأنه إمساك عن الشهوات والنار محفوفة بها. - (هب عن جابر) وفيه يوسف بن يعقوب القاضي قال الذهبي في الضعفاء: مجهول وأحمد بن عيسى وابن لهيعة ضعيفان. 5195 - (الصيام جنة وحصن حصين من النار) قال المحقق أبو زرعة: من هذا الخبر وما قبله وما بعده أخذ جمع أن الصوم أفضل العبادات البدنية مطلقاً لكن ذهب الشافعي إلى أن أفضلها الصلاة. - (حم هب عن أبي هريرة) قال الهيثمي: هو في الصحيح خلا قوله وحصن إلخ وسنده حسن. 5196 - (الصيام جنة) أي وقاية (ما لم يخرقها) أي بالغيبة فإنه إذا اغتاب فقد خرق ذلك السائر له من النار بفعله وتمام الحديث عند البيهقي ومن ابتلاه اللّه بلاء في جسده فله حظه. - (ن هق عن أبي عبيدة) بن الجراح. 5197 - (الصيام جنة ما لم يخرقها بكذب أو غيبة) فيه كالذي قبله تحذير الصائم من الغيبة وقد ذهب الأوزاعي إلى أنها تفطر الصائم وتوجب عليه القضاء وزعم أنه خارق للإجماع إبطال بحكاية المنذري وغيره له عن عائشة وسفيان الثوري. - (طس عن أبي هريرة) قال الهيثمي: فيه الربيع بن بدر وهو ضعيف. 5198 - (الصيام جنة وهو حصن من حصون المؤمن وكل عمل لصاحبه إلا الصيام يقول اللّه الصيام) خالص (لي) لا يطلع عليه غيري (وأنا أجزي به) صاحبه جزاءاً كثيراً وأتولى الجزاء عليه بنفسي فلا أكله إلى ملك مقرب ولا غيره لأنه سرّ بيني وبين عبدي لأنه لما كف نفسه عن شهواتها جوزي بتولي اللّه سبحانه إحسانه. - (طب) والديلمي (عن أبي أمامة) قال الهيثمي: سنده حسن. 5199 - (الصيام جنة من النار فمن أصبح صائماً فلا يجهل يومئذ) فإن الجهل لا يليق بحال الصائم (وإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه وليقل إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم) بضم الخاء تغيره، وفتحه قيل خطأ (أطيب عند اللّه من ريح المسك) فإذا كان هذا بتغير ريح فمه فما ظنك بصلاته وقراءته وسائر عباداته؟ قال ابن جماعة: وفيه أن خلوف فم الصائم أفضل من دم الجريح في سبيل اللّه لأن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال في الشهيد: إن ريحه ريح المسك وقال في خلوف الصائم: إنه أطيب منه ووجهه أن الجريح يظهر أمره للناس فربما داخله رياء والصائم لا يعلم بصومه إلا اللّه فلعدم دخول الرياء فيه صار أرفع. - (ن عن عائشة) رمز المصنف لصحته. [ص 251] 5200 - (الصيام نصف الصبر) لأن الصبر حبس النفس عن إجابة داعي الشهوة والغضب فالنفس تشتهي الشيء لمحصول اللذة بإدراكه وتغضب لفوته وتنفر لنفرتها من المؤلم والصوم صبر عن مقتضى الشهوة فقط وهي شهوة البطن والفرج دون مقتضى الغضب لكن من كمال الصوم حبس النفس عنهما وبه تمسك من فضل الصبر على الشكر. - (ه عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وكأنه لم ير قول ابن العربي في السراج حديث ضعيف جداً. 5201 - (الصيام نصف الصبر) لأن جماع العبادات فعل وكف والصوم يقمع الشهوة فيسهل الكف وهو شرط الصبر فهما صبران صبر عن أشياء وصبر على أشياء والصوم معين على أحدهما فهو نصف الصبر ذكره الحليمي وقال الغزالي: هذا مع خبر الصبر نصف الإيمان ينتج أن الصوم ربع الإيمان ثم هو متميز بخاصية النسبة إلى اللّه من بين سائر الأركان وقوله الصيام نصف الصبر مع قوله تعالى {إنما يوفى الصابرين أجرهم} إلخ ينتج أن ثواب الصوَّام يتجاوز قانون التقدير والحساب اهـ. وما ذكر هنا من أنه نصف الصبر يعارضه ما صار إليه بعض المفسرين من أن المراد بالصبر في آية {واستعينوا بالصبر} الصوم بدليل مقابلته بالصلاة أما على ما ذهب إليه الأكثر من تفسير بالعبادة كلها فلا تعارض (وعلى كل شيء زكاة وزكاة الجسد الصيام) لأنه ينقص من قوة البدن وينحل الجسم فيكون الصيام كأنه أخرج شيئاً من جسده لوجه اللّه فكأن زكاته. - (هب عن أبي هريرة) وفيه محمد بن يعقوب قال الذهبي في الضعفاء: له مناكير وموسى بن عبيد ضعفوه وقال أحمد: لا تحلّ الرواية عليه. 5202 - (الصيام لا رياء فيه قال اللّه تعالى هو لي) إنما أضيف إليه مع أن العبادة بل العالم كله له لأنه لم يعبد أحد من دون اللّه بالصوم فلا شريك له فيه بخلاف غيره أو أنه بعيد عن الرياء لعدم الإطلاع عليه أو أن الاستغناء عن الطعام والشراب من صفاته ومن تخلق بشيء منها فقد تقرب إليه بما يتعلق بهذه الصفة فيورثه محبة اللّه التي هي للعبد قبول دعائه وتكفير سيئاته وحمايته أو هي إضافة تشريف كقوله {ناقة اللّه} أو إضافة حماية {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} (وأنا أجزي به) إشارة إلى عظم الجزاء عليه وكثرة الثواب لأن الكريم إذا أخبر بأنه يعطي العطاء بلا واسطة اقتضى سرعة العطاء وشرفه (يدع طعامه وشرابه من أجلي) نبه به على أن الثواب المرتب على الصيام إنما يحصل بإخلاص العمل فإن كان لغرض مذموم كرياء كان وبالاً فرب صائم حظه من صيامه الجوع ورب صائم حظه القرب والرضا. <تنبيه> قال الطيبي: إن قلت هذا الحديث ونحوه يدلّ على أن الصوم أفضل من الصلاة والصدقة قلت إذا نظر إلى نفس العبادة كانت الصلاة أفضل من الصدقة وهي من الصوم فإن موارد التنزيل وشواهد الأحاديث النبوية جارية على تقديم الأفضل فإذا نظر إلى كل منها وما يدلى إليه من الخاصية التي لم يشاركه غيره فيها كان أفضل. - (هب عن أبي هريرة) ورواه أيضاً ابن منيع وأبو نعيم والديلمي. 5203 - (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب إني منعته الطعام والشهوات) كذا بخط المصنف [ص 252] وفي نسخ بدله الشراب وهو تحريف أي تناولهما (بالنهار) كله (فشفعني فيه ويقول القرآن أي رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان) بضم الياء وشد الفاء أي يشفعهما اللّه تعالى فيه ويدخله الجنة وهذا القول يحتمل أنه حقيقة بأن يجسد ثوابهما ويخلق اللّه فيه النطق {واللّه على كل شيء قدير} ويحتمل أنه يوكل ملكاً يقول عنهما ويحتمل أنه على ضرب من المجاز والتمثيل. - (حم طب ك هب عن ابن عمرو) بن العاص قال الهيثمي: إسناده حسن وقال غيره: فيه ابن لهيعة.
|